السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
السؤال :
ما حكم قول (الله لا يسامح فلان) ؟
الجواب :
الحمد لله وحده
أرى - والله أعلم - أن هذا اعتداء في الدعاء، لأنه ليس من شأن
المخلوق أن يتألى على الخالق بأن لا يسامح أو يعفو عن أحد، فهذا لله
وحده عز وجل ، وفي مسلم : عَنْ جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- حَدَّثَ « أَنَّ رَجُلاً قَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِى يَتَأَلَّى عَلَىَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ فَإِنِّى قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ
وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ ». أَوْ كَمَا قَالَ.
وفي شرح السنة للبغوي :
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنا أبو
طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب
الانا قليل ادب واهلي ما يعرفو يأدبونيائي ، أنا عبد الله بن محمود ، أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال
،
نا عبد الله بن المبارك ، عن عكرمة بن عمار
نا ضمضم بن جوس قال : دخلت مسجد المدينة ،
فناداني شيخ ، فقال : يا يمامي تعال وما أعرفه ، فقال :
لا تقولن لرجل : والله لا يغفر الله لك أبدا ، ولا يدخلك
الله الجنة ، قلت : ومن أنت يرحمك الله ؟ قال : أبو هريرة ،قال :
فقلت : إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب ، أو لزوجته ، أو لخادمه ،
قال : فإني سمعت رسول
الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " إن رجلين كانا في بني إسرائيل
متحابين أحدهما مجتهد في العبادة ، والآخر كأنه يقول : مذنب ،
فجعل يقول : أقصر أقصر عما أنت فيه ، قال : فيقول خلني
وربي ، قال : حتى وجده يوما على ذنب استعظمه ، فقال :
أقصر ، فقال : خلني وربي ، أبعثت علينا رقيبا ؟ فقال :
والله لا يغفر الله لك أبدا ، ولا يدخلك الله الجنة أبدا ،
قال : فبعث الله إليهما ملكا ، فقبض أرواحهما ، فاجتمعا
عنده ، فقال للمذنب : ادخل الجنة برحمتي ، وقال للآخر :
أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي ، فقال : لا يا رب
قال : اذهبوا به إلى النار ، " قال أبو هريرة : والذي نفسي
بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
هذا رأيٌ رأيته
والله أعلى وأعلم
مصطفى رضوان
ملتقى أهل الحديث
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين